كارثة النفايات الصلبة في ليبيا

]دولة ليبيا

 

كارثة النفايات الصلبة في ليبيا

مقدمة:

النفايات الصلبة في ليبيا باتت تتطلب خططاً عالية التقنية، وكذلك مساعدات دولية للتمكّن من حلّ الأزمة القائمة. فتلك النفايات تهدّد بكارثة بيئية.

ما زالت مدن ليبية عديدة، بما فيها العاصمة طرابلس و بنغازي أكبر مدينتَين في البلاد، تعاني أزمة من جرّاء تكدّس النفايات فيها.

معلومات هامة :

بموجب قانون حماية البيئة رقم 15 لسنة 2003م وقانون النظافة العامة رقم 13 لسنة 1984م يشترط ضرورة التخلص من النفايات وفق الأسس العلمية و أن تتوفر المجمعات المرحلية في أغلب المدن.

من اختصاصا ت إدارة المخلفات الصلبة التالي:-

1-تنظيف الشوارع والميادين والحدائق العامة والمخلفات والتخلص منها.

2-مقاومة الحشرات والقوارض.

3-القضاء على الكلاب المهملة.

4-العناية بنظافة الشواطئ والمصايف العامة.

5-تنظيف دورات المياه العامة.

ملاحظة: تقوم الشركة العامة المعروفة باسم شركة خدمات النظافة بتنفيذ هذه المهام من خلال هيكلية تضم عدد من الإدارات المختصة التابعة لها.

لكن رغم كل ما ذكرته سابقا لا يتم تنفيذ التشريعات من قبل الأجهزة التنفيذية.

ولم يتم اعداد  خطة شاملة لإدارة النفايات من قبل السلطات ذات الشأن في ليبيا .

ظاهرة تكدس النفايات

ظاهرة تكدس النفايات داخل المدن الرئيسية في ليبيا أصبحت لا تطاق، ولا يوجد تحرك فعلي من السلطات لإيجاد حل حقيقي ونهائي لهذه الكارثة التي تأثر على حياة الناس بصورة مباشرة.

أماكن انتشار النفايات الصلبة

داخل المجمعات السكنية وفي الشوارع العامة والازقة، داخل المرافق الصحية والحدائق العامة، على الشواطئ في الغابات، النفايات في كل مكان في ليبيا، حتى في الأماكن النائية البعيدة عن المدن طلتها النفايات عبر الزوار الذين يتخلصون من نفاياتهم بصورة تنم عن جهل كبير بحجم الكارثة التي يساهم في إنشائها بأنفسهم.

المشاكل الناتجة عن تكدس النفايات

ينتج عن هذا التكدس الكبير لنفايات مشاكل بيئية، ويرجع هذا إلى عدم إتباع الطرق العلمية الصحيحة في إدارة النفايات الصلبة التي بدورها تأدي الى  الآثار البيئية المباشرة وغير المباشرة المترتبة على سوء إدارة النفايات الصلبة في ليبيا.

ازدياد عدد السكان

ازدياد عدد السكان داخل المدن الكبرى فاقم الكارثة مع نقص إمكانية البلديات المحلية لتك المدن، والبلديات تعاني نقص كبير في الإمكانيات لمجابهة تكدس النفايات الصلبة داخل الشوارع والمجمعات السكنية.

التلوث بالمخلفات الصلبة

1-رائحة كريهة لا تحتمل، تأثر بشكل سلبي على الجهاز التنفسي للإنسان.

2-تحلل تلك النفايات، يؤدي الى انتشار الكائنات الدقيقة الممرضة والكائنات الناقلة للمرض مثل الدباب والبعوض.

3-ازدياد حجم المواد الغير قابلة للتحلل مثل البلاستيك واللدائن وأكياس النايلون داخل الشوارع العامة والمجمعات السكانية بصورة تدعوا للخوف.

4-ازدياد عدد الحيوانات المشردة في الشوارع مثل الكلاب والقطط التي تبحث عن غذائها داخل بقايا تلك النفايات.  

5-خلط النفايات الطبية مع المخلفات المنزلية داخل المكبات والتخلص منها بنفس الطريقة يؤدي الى كوارث صحية لا يحمد عقباها.

6-الطمر العشوائي للنفايات في مواقع المحاجر المهجورة المحاذية لشاطئ البحر والتي استغلت في السابق في استخراج الحجر الجيري (البلك).

نقاط تجميع النفايات قريبة من التجمعات السكانية

قرب مكبات النفايات التي تتجمع عندها النفايات كمرحلة أولى بعد ازالتها من الشوارع، من التجمعات السكانية والمرافق الصحية والمدارس والحدائق، ينبئ بكارثة كبيرة جدا على صحة الناس التي تسكن بالقرب من هذه المكبات.

أبرز طرق التخلص من النفايات

1. الدفن الصحي:

الوصف: هي الطريقة الأكثر شيوعًا للتخلص من النفايات الصلبة، حيث يتم دفن النفايات في مكبات صحية مصممة خصيصًا لهذا الغرض.

المزايا: تكلفة منخفضة نسبيًا، سهولة التطبيق.

العيوب: تلوث التربة والمياه الجوفية، انبعاث غاز الميثان، احتلال مساحات شاسعة من الأراضي.

2. الحرق:

الوصف: يتم حرق النفايات في محارق خاصة لتحويلها إلى رماد وغازات.

المزايا: تقليل حجم النفايات، إنتاج الطاقة.

العيوب: تلوث الهواء، تكلفة عالية، إنتاج رماد يحتوي على مواد سامة.

3. إعادة التدوير:

الوصف: إعادة استخدام المواد الخام المستخرجة من النفايات لإنتاج منتجات جديدة.

المزايا: الحفاظ على الموارد الطبيعية، تقليل التلوث، خلق فرص عمل.

العيوب: تتطلب عمليات فرز وتنظيف معقدة، قد تكون غير اقتصادية في بعض الحالات.

4. التسميد:

الوصف: تحويل النفايات العضوية إلى سماد طبيعي يمكن استخدامه في الزراعة.

المزايا: تحسين خصوبة التربة، تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.

العيوب: يتطلب وجود كميات كبيرة من النفايات العضوية.

5. التحويل إلى طاقة:

الوصف: تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية أو حرارية.

المزايا: إنتاج الطاقة المتجددة، تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

العيوب: تكلفة عالية، تلوث الهواء (في بعض الحالات).

6. الحد من النفايات:

الوصف: التركيز على تقليل كمية النفايات المنتجة من المصدر، من خلال إعادة الاستخدام وإصلاح المنتجات، وتصميم المنتجات بطريقة تقلل من النفايات.

المزايا: الحفاظ على الموارد الطبيعية، تقليل التكاليف المرتبطة بإدارة النفايات.

العيوب: يتطلب تغييرًا في سلوك المستهلكين.

صورة تظهر مكب نفايات بمحادث الشاطئ الرئيسي لمنطقة جودائم

العوامل المؤثرة على اختيار طريقة التخلص من النفايات:

النوعية والكمية: تختلف طرق التخلص المناسبة حسب نوع النفايات وكميتها.

التكلفة: تكلفة كل طريقة تختلف باختلاف التكنولوجيا المستخدمة والبنية التحتية المتاحة.

التأثير البيئي: يتم تقييم التأثير البيئي لكل طريقة على المدى القصير والطويل.

الاعتبارات الاجتماعية: يتم أخذ الرأي العام والاعتراضات المجتمعية بعين الاعتبار.

أبرز التجمعات النفايات حول العالم:

تتركز التجمعات النفايات الكبرى في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية والصناعات الكبيرة. من أبرز هذه التجمعات:

المحيطات: تعتبر المحيطات أكبر مكبات للنفايات في العالم، حيث تتراكم فيها كميات هائلة من البلاستيك والمواد الأخرى التي تنتقل عبر التيارات المائية. تشكل هذه النفايات تهديدًا خطيرًا على الحياة البحرية والنظم البيئية البحرية.

الدول النامية: تعاني العديد من الدول النامية من مشكلة كبيرة في إدارة النفايات، حيث تتكدس النفايات في مكبات مفتوحة وغير منظمة، مما يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية وانتشار الأمراض.

المناطق الصناعية: تتسبب الصناعات في إنتاج كميات كبيرة من النفايات الصناعية الخطرة وغير الخطرة، والتي تحتاج إلى معالجة خاصة للتخلص منها بشكل آمن.

المكبات غير النظامية: تنتشر المكبات غير النظامية في العديد من المناطق، خاصة في البلدان النامية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة والبيئة.

صورة تظهر مكب نفايات بالقرب من مشفى في منطقة الزنتان

التوجهات المستقبلية:

الاقتصاد الدائري: يهدف إلى تقليل النفايات إلى أدنى حد ممكن من خلال إعادة استخدام وإصلاح المنتجات.

التكنولوجيا المتقدمة: استخدام التقنيات الحديثة لتحسين عمليات إدارة النفايات، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

التعاون الدولي: تعزيز التعاون بين الدول لتبادل الخبرات والتكنولوجيا في مجال إدارة النفايات.

في الختام، تعتبر إدارة النفايات تحديًا عالميًا يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات والشركات والمجتمع المدني. من خلال تبني ممارسات مستدامة واعتماد أحدث التقنيات، يمكننا تحقيق مستقبل أكثر نظافة واستدامة.

الحلول المقترحة:

إعادة التدوير: تشجيع إعادة التدوير والحد من استخدام المواد التي يصعب إعادة تدويرها.

التسميد: تحويل النفايات العضوية إلى سماد طبيعي.

الحرق: حرق النفايات في محارق حرارية لإنتاج الطاقة، مع مراعاة المعايير البيئية.

الدفن الصحي: دفن النفايات في مكبات صحية مصممة بشكل خاص.

التوعية: رفع مستوى الوعي بأهمية إدارة النفايات بشكل صحيح.

السياسات الحكومية: وضع سياسات حكومية تشجع على إدارة النفايات المستدامة.

الابتكار التكنولوجي: تطوير تقنيات جديدة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى منتجات مفيدة.

ختاما لا يسعني القول الا شكرا  للقارء الوفي والمخلص وانتظر تعليقاتكم على المقالة بكل سرور.

https://akaqlaelibyia.blogspot.com