ماذا لو نجح مخطط عبد العزيز الشلحي يوم 1969/9/5 .. !!!

 

مقدمة تاريخية هامة:

إدريس المهدي السنوسي:

سليل عائلة عربية متميزة مقيمة منذ فترة طويلة في شمال إفريقيا تعود أصولها إلى النبي محمد من خلال ابنة النبي فاطمة وزوجها علي.

السيد محمد إدريس المهدي السنوسي تلقى تعليمه الدراسات الإسلامية التقليدية في الكفرة.

اندلاع الحرب العالمية الأولى وجد سيد إدريس في المدينة المنورة في خضم الحج الديني. بالعودة إلى برقة ، تولى قيادة الطريقة السنوسي وأبرم اتفاقيات سلام في عام 1917 مع بريطانيا العظمى وإيطاليا. 

جلب التفاوض على هذه الترتيبات مكانة دبلوماسية وسياسية للرهبنة السنوسية ، لكنها لم تجلب السلام إلى برقة.

في أكتوبر 1920 ، اعترفت الحكومة الإيطالية بإدريس كأمير وراثي لبرقة مقابل تنفيذ الاتفاقيات السياسية الجديدة المبرمة في عام 1919. 

ومع ذلك ، لم تدم اتفاقية عام 1920 طويلا ، وبحلول نهاية عام 1921 ، توترت العلاقات الدبلوماسية بين الطريقة السنوسي وإيطاليا مرة أخرى. 

وصلت الأزمة إلى ذروتها في نهاية عام 1922 عندما أدرك إدريس أن السلام الذي تفاوض عليه ينهار وأن إيطاليا والطريقة السنوسي لا يمكن أن تقاسم برقة بينهما.

غادر إدريس إلى المنفى في مصر ، تاركا المزيد من أعضاء النظامين العسكريين لشن ما ثبت في النهاية أنه حرب(مقاومة الاستعمارية الإيطالي) غير مثمرة ضد إيطاليا.

الملك ادريس السنوسي

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ، بدأ إدريس في الضغط على مسألة الاستقلال مع السلطات البريطانية في القاهرة. 

ومع ذلك، قبل الليبيون بشكل عام والقيروانيين بشكل خاص تأجيل القرارات الدولية بشأن مستقبلهم طالما استمرت الحرب. 

وجدت نهاية الحرب العالمية الثانية أن برقة أقوى من طرابلس. 

كان إدريس قائدا مقنعا ، ومقبولا على نطاق واسع في برقة ، ومعترف به واحترامه من قبل السلطات البريطانية في مواجهة الإدارة الإيطالية. 

قبل الليبيون في كل من برقة وطرابلس بشكل متزايد إدريس باعتباره الزعيم الوحيد الذي يمكنه توحيد ليبيا. 

بعد نقاش طويل واقتتال سياسي داخلي، حصلت ليبيا أخيرا على استقلالها في ديسمبر 1951م باسم المملكة المتحدة الليبية. 

أنشأ الدستور الليبي ملكية وراثية مع دولة فيدرالية مقسمة إلى ثلاث محافظات برقة وفزان وطرابلس. 

منحت ليبيا الاستقلال في ديسمبر 1951 ، وكانت أول دولة أفريقية تحصل على الاستقلال عن الحكم الأوروبي والدولة الأولى والوحيدة التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

أنشأ دستور ليبيا لعام 1951م ملكية وراثية مع دولة فيدرالية مقسمة إلى المحافظات الثلاث طرابلس وبرقة وفزان.

المملكة المتحدة الليبية هي نتاج هش للصفقات والتنازلات التي تحركها المصالح والضغوط الداخلية والخارجية على حد سواء.

هكذا كانت مفاجأة للعديد من المراقبين أنها استمرت ما يقرب من 18 عاما. خلال تلك الفترة، جلبت بعض الاستقرار غير المستقر إلى وسط البحر الأبيض المتوسط.

من عام 1951م إلى عام 1969 ، أظهر ما مجموعه 11 رئيسا للوزراء وأكثر من 40 حكومة مختلفة مرونة غير متوقعة.

كانت الحكومات الليبية التي تشكلت في ظل النظام الملكي الدستوري ضعيفة جدا وفقيرة وعديمة الخبرة بحيث لا يكون لديها الكثير من الخيارات في السياسة الداخلية أو الخارجية.

من هو عبد العزيز الشلحي؟ ...    

ولد العقيد الرّكن عبدالعزيز إبراهيم الشّلحي عام 1937م.

العقيد عبد العزيز إبراهيم الشلحي، ابن إبراهيم الشلحي المستشار الخاص للملك إدريس السنوسي، الذي تم اغتياله على يد احد أفراد العائلة السنوسية سنة 1954م.

 نشرت قضية اغتيال المستشار الخاص بالملك ادريس السنوسي في الجريدة

كان له اليد الطولة داخل هيكل الجيش الليبي منذ سنة 1954م في عهد المملكة الليبية التي استمرت 18 عام.

يدير وحدة من وحدات الجيش، سطوته كانت نتاج العلاقة الوطيدة للملك بوالده إبراهيم الشلحي الذي رافق الملك طيلت 42سنة من حياته، وانتهت هذه العلاقة بعد اغتيال إبراهيم الشلحي على يد أحد أفراد الأسرة السنوسية.

لكن أعطى الملك إدريس السنوسي لأولاد إبراهيم الشلحي المغدور، مناصب وصلاحيات كبيرة جدا في أركان نظام المملكة، ابنه الأكبر البوصير الشلحي كمستشار الخاص للملك، وعبد العزيز الشلحي مسؤولا على وحدة داخل الجيش الليبي الملكي.

العقيد ركن عبد العزيز الشلحي

عانى الملك إدريس السنوسي من ضعف كبير في القدرة على السيطرة والتحكم بحزم بزمام أمور المملكة، الذي عين على رأسها ملكا منذ إعلان استقلالها سنة 1951م.

في السنوات الأخيرة من عمر المملكة الليبية لم يعد الملك إدريس السنوسي يرغب في الاستمرار في الحكم وكان يرغب بشدة بتحويل ليبيا من ملكية الى جمهورية.

الملك ادريس السنوسي

لكن الكثير من حاشيته ومستشاريه منعوه من فعل ذلك بحجج ان ليبيا مازالت تحتاج الى وجد الملك و المملكة وعليه الاستمرار.

لكن هذا لم يمنع المملكة من أن تضعف وتنهار بسبب الفاسد المتفشي، والذي أصبح يأثر على حياة الناس ويثير غضبهم في طرابلس وبنغازي، كان الشعب وقتها يتظاهر ويغضب من تفشي الفساد داخل أروقت اركان نظام المملكة.

خطة الشلحي للانقلاب على الملك:

نتيجة لضعف المملكة الليبية، ورغبت الملك في الاعتزال، كما أن الملك مؤخرا كان يرغب في نقل الملك الى ابن أخيه.

بداء عبد العزيز الشلحي التخطيط للانقلاب على الملك وتحويل ليبيا الى جمهوريا فورى مغادرة الملك ليبيا للعلاج، وكان حسب المخطط سوف يتم الانقلاب يوم 1969/9/5م.

لكن كانت المفاجئ الكبرى ظهور مجموعة انقلابية من داخل الجيش الليبي تضم مجموعة من صغار الرتب في الجيش الليبي، والذين سبقوا العقيد ركن عبد عزيز الشلحي بالانقلاب بأربعة أيام، وقع الانقلاب يوم 1969/9/1م.

بعد سقوط للملكية، قبض عليه وسجن، ثم شمله قرار العزل السياسي، وظل رهن الاعتقال حتى سنة 1976م ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية، إلى أن إذن إليه بالسفر من بعد سنة 1988م، وعاد وظل مقيما ببيته في طرابلس. وفي سنة 2008م أصيب بالتهاب رئوي شديد فسافر إلى سويسرا ثم مصر، ولم تتحسن صحته حتى رحل عنا يوم 6/3/2009 ، في مقبرة شط الهنشير بطرابلس بعد صلاه عصر اليوم نفسه. 

https://akaqlaelibyia.blogspot.com/