المسلسل الليبي مستقبل زاهر
تقييم المسلسل الليبي مستقبل زاهر
لفت انتباهي هذه السنة في رمضان مسلسل مستقبل زاهر، الذي عرض في النصف الأول من شهر رمضان المبارك سنة 2025م، على قناة سلام الليبية.
يصنف هذا المسلسل على انه دراما تشويق، للمؤلف او الكاتب الليبي نزار الحراري
ما يميز هذا العمل القصة أولا، و التصوير ثانيا، مع ترك عنصر التشويق في نهاية كل حلقة، كما ان الممثلين والممثلات قاموا بعمل رائع في هذا المسلسل، فأغلب من مثل في مسلسل مستقبل زاهر، أدى دوره على اكمل واجب، كما ان مخرج العمل اتقن اختيارهم و التنسيق معهم ليظهر العمل بهذا الشكل الرائع.
لكن لا يخلو أي عمل درامي ليبي او غير ليبي من الأخطاء والسهوات متعمدة كانت او غير متعمدة.
من تلك الأخطاء التي وقع فيها مسلسل مستقبل زاهر:
1- المبالغة في عرض شخصيات المسلسل الرئيسية ، اما الشر المطلق او الخير المطلق.
وهذا من وجهة نظري امر معيب جدا، لان في الحياة الواقعية لا يوجد شخصيات شريرة بالكامل او حتى طيبة او خيرة بالكامل.
فمثلا شخصية الحاج رافع، شخصية شريرة بالمطلق ، مع المبالغة في إظهار ذلك الشر المفرط الغير طبيعي أصلا في الواقع.
وهناك العديد من الشخصيات التي تجسد الشر المطلق والمبالغ فيه، مثل شخصية تبرة و شخصية رجب، و شخصية الدكتور وغيره.
2- المبالغة في استخدام أسلوب الشتائم بشكل يثير الشكوك حول دواعي استخدام هذا الكم من الاهانات والشتائم الغير مبررة أصلا في العمل.
عند مشاهدتك للمسلسل في كل حلقة يتم استخدام الشتائم والالفاظ النابية بشكل مزعج لمسمع المشاهدين كما اني لم أجد انا كمشاهد عادي، أي داعي درامي لتلك الشتائم البالغ فيها والمتعمدة من قبل المخرج والممثلين.
3- الدور النسائي في العمل دور سلبي جدا
فمثلا شخصية تبرة شخصية شريرة بالمطلق وعنيفة، كما ان المخرج لم يعطي للمشاهد أي تبرير درامي لذلك الشر او عنف تلك الشخصية ، مع المبالغة في الأداء من قبل الممثلة الغير مبرر هو الاخر.
اما الشخصية الثانية هي أم الطفل زاهر التي تمثل المرأة المقهورة والمظلومة بشكل يثير لشفقة ، تجسد دور سلبي للغاية وغير مقنع ، عند الحلقة 11 من المسلسل حين تم قتل زوجها وابنها واخ زوجها بدم بارد ، لم تصرخ او حتى تبين حجم الصدمة التي وقعت امام عينيها هي و طفلها زاهر، بل بالعكس اختارت الصمت والخوف والاختباء.
4- الصورة السوداوية للمشهد الليبي الذي يشمل المجتمع والافراد
قصة المسلسل تتمحور حول عائلة تتجار في السلاح وتقتل بدم بارد كل من يعترض طريقها بحق او حتى بظلم، والدور السلبي للحاضنة الاجتماعية لتلك العائلة مع التشجيع على العنف والقتل ، ومشاركة جهات أخرى فساد تلك العائلة والتحكم في بطشهم لأغراض سياسية في المنطقة التي تتغول فيها تلك العائلة.
مبدئيا القصة جيدة، لكن سوداويا للغاية وقاتمة وتظهر انا المجتمع الليبي في حالة من الغيبوبة عما يجري من حوله ولا يدرك الألاعيب السياسية التي تحاك له.
كما انا جميع مشاهد عنف وقتل تلك العائلة المجرمة تصور دراميا على انها حزن والم وظلم وقعو فيه، فمثل عند قتل ابن عائلة الروافع عن طريق الخطء الغير متعمد، تم تصوير افراد تلك العائلة في صورة حزن شديد وعليهم اخذ حقهم أي محاول تبرير عنفهم واجرامهم بطريقة سلبية وغير مفهومة المقصد من قبل المخرج.
فالمسلسل لم يصنف المجرم مجرما ولم يصنف الوطني وطنيا، فهو تعمد تشويه الجميع والتلاعب بشخصياتهم فأحيانا يبرر افعالهم الاجرامية، و أحيانا اخر يجعل الوطني فاسدا وقاتلا.
5- استخدم كوادر تقنية غير ليبية وهذا امر سلبي للغاية بالنسبة للفن في ليبيا
تم الاستعانة بكوادر تقنية تونسية، و هذه ليست المرة الأولى لشبكة سلام فأغلب المسلسلات او البرامج التي تنتجها الشبكة تستعين بكوادر تقنية تونسية.
وهذا مضر بصناعة الدراما والفن بصفة عامة في ليبيا، فيمكن الاستعانة بكوادر اجنبية، لكن يجب الا يكون اعتمادا كليا علي تلك الكوادر، بل يجب السعي على تدريب وتطوير الكوادر الليبية بأفضل الطرق الحديثة.
لكن بصورة عامة كان مسلسل رائع وفريد نسبيا على المشهد الفني في ليبيا ، كما تم تصوير المسلسل داخل ليبيا تحديدا في مصراته، وهذ ميزة أخرى للعمل.
تعليقات