عملية اغتيال عبد الغني الككلي

 

عبد الغني الككلي الملقب بي "غنيوة"

المقدمة:

مقتل أو اغتيال عبد الغني الككلي "غنيوة" مساء الاثنين في طرابلس حدث مدوٍّ بكل المقاييس، دون أدنى شك هو زلزال ضرب وسيضرب عمق صراعات النفوذ والسلاح والمصالح المتجذرة في قلب العاصمة.


من هو عبد الغني الككلي؟

"غنيوة" وهو الاسم الأشهر عند الليبيين، مجرم خطير لديه سجل جنائي أسواد عند النظام السابق قبل أحداث الربيع العربي سنة 2011 في ليبيا.
ولد في مدينة بنغازي شرق ليبيا، ثم انتقل للعيش فترة من طفولته و مرهقته داخل مدينة درنة شرق ليبيا.
انتقلت عائلته للاستقرار في العاصمة الليبية طرابلس تحديدا في أكبر تجمع سكاني داخل العاصمة و هي منطقة أبو سليم.
عاش في منطقة أبو سليم حتى تم اغتياله.
عاش معظم فترة مرهقته في فقر.
لم يكمل تعليمه الاساسي.
لجئ للاتجار بالمخدرات داخل شوارع ابو سليم.
حكم عليه بسجن لمدة 14 عاما في عهد النظام السابق بسبب اقدامه على قتل شخص اثناء العراك معه.
بعد احداث 2011 وسقوط النظام السابق، خرج العديد من المجرمين من السجون الليبية، و كان عبد الغني الككلي واحدا منهم.

التغيير المحوري الاول في حياة عبد الغني الككلي:

منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، برز الككلي كقوة  صاعدة، ونحت لنفسه مكانًا في عالم المجموعات المتصارعة. لم يكن مجرد قائد مسلح، بل كان رمزًا لسلطة الأمر الواقع في العاصمة، ورجلًا تتقاطع عنده خيوط النفوذ والمال والسلاح.

طرابلس كانت منذ 2011 ساحة لتنافس محموم بين قوى الأمر الواقع، حيث تتداخل خيوط التحالفات وتتبدل الولاءات بشكل لافت.  
الككلي، بصفته قائد جهاز دعم الاستقرار الذي يضم في صفوفه غالبية من أبناء طرابلس وأحيائها الشعبية، يمثل نوعًا من الثقل الموازن في مواجهة التشكيلات المسلحة التي قدمت إلى المدينة من مناطق أخرى. 

فبعد أفول نجم هيثم التاجوري منذ العام 2022، بقي "غنيوة" الصوت "الطرابلسي" الراعي للفوضى المسلحة.




التغيير المحوري الثاني في حياة عبد الغني الككلي:

استولى على حي ابو سليم في طرابلس، عبر تكوين مليشيا مناطقية هدفها الاساسي حماية المنطقة، لكن سرعانا ما تحولت هذه المليشيا للعمل في مجال النهب والخطف والاتجار بالمخدرات.
بدأ نفوذه يكبر، وسمى نفسه الشيخ غنيوة.
صنع له سجن في ابو سليم.
زاد من عدد افراد كتيبته حتى وصل  ال 2000 واحد، عبرهم بدأ يشارك في الأحداث التي تعرضت لها العاصمة الليبية طرابلس حتى سنة 2019.

التغيير المحوري الثالث في حياة عبد الغني الككلي:

بعد الاحداث المدمرة  سنة 2019 ضد العاصمة الليبية من قبل العسكري المتقاعد خليفة حفتر، ساهم عبد الغني الككلي عبر مليشياته في صد هذا الهجوم الغاشم على العاصمة، حتى نهايته عبر اسحاب قواة الحفتر الى الوراء كثيرا الى ان اصبحت في الشرق الليبي، وتوقفت عندها الحرب.
تحصل عبد الغني الككلي على عدة امتيازات، نظير دوره في صد الهجوم على العاصمة 2019.
أكبر تلك الامتيازات كانت شرعنة مليشياته ضمن صفوف القوة الامنية للدولة الليبية واعطائها صفات عسكرية ومرتبات مرتفعة لجميع منتسيبيها.
هذا الوضع الجديد له و لأعضاء مليشياته جعل منه وحشا يطمع في المزيد من السيطرة و المال والمكانة العالية داخل اروقت الدولة الهشة في العاصمة الليبية طرابلس.

التغيير المحوري الرابع في حياة عبد الغني الككلي:

أصبح يفكر كرجل أعمال عبر انشاء شركات وهمية في مختلف القطاعات منها البناء و الأغذية و التمويل الغذائي العسكري وتشيد الطرق و تأجير الماكتب للمؤسسات الحكومية.

حتى وصل نفوذه الى تعيين اشخاص يعملون لصالحه داخل اكبر المؤسسات الاقتصادية داخل العاصمة مثل مؤسسة الاتصالات ومؤسسة النفط ومؤسسة الكهرباء و المؤسسة المالية عبر السيطرة بقوة السلاح على ادارات 6 بنوك رئيسية داخل العاصمة.

سنة 2022 تحالف مع رئيس الحكومة المؤقتة الجديد عبد الحميد الدبيبة، على اساس الدعم المتبادل بينهما والحماية في طرابلس، مقابل تثبيت حلفاء الككلي في المناصب الاستراتيجية على رأسهم اسامة الطليش رئيس هيئة آمن المرافق الحكومية التي تشرف على التحويلات البنكية، و محمد الخوجة الذي يترئس جهاز الهجرة.
و بهذا التحالف أصبح عبد الغني الككلي ذو نفوذ كبير في أروقت السلطة داخل طرابلس وبدأ يستخدم هذا النفوذ لتربح الخاص وزيادة أمواله بشكل كبير لتصل الى ملايين داخل وخارج ليبيا.

عملية الاغتيال و مدى نجاحها:

مساء يوم الاثنين 12/5/2025 حدث الاغتيال، اعلان مفاجئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن مقتل أكبر رأس عصابي داخل العاصمة عبد الغني الككلي الملقب "غنيوة".

صدمة كبيرة داخل العاصمة الليبية طرابلس على عدة مستويات، مستوى شعبي واخر امني.
أدى الى حالة من الاحتقان والترقب، كيف؟ و ماذا حدث؟ و من المسؤول؟

نجحت عملية الاغتيال بشكل كبير ولم تحدث حالة شغب في نفس يوم الاغتيال، لكن في اليوم التالي من الاغتيال حدث ما كان في الحسبان.
عدد كبير من الميلشيات المتناحرة تتجمع داخل شوارع رئيسية في العاصمة طرابلس وتطلق النار عشوائيا بشكل جنوني ومن مختلف انواع الاسلحة، مما ادى لدمار كبير و محاصرة للسكان المدنيين داخل مربعات سكنية في تلك الشوارع الرئيسية.
         
تجمع تلك المليشيات كان بغية دعم مليشيا رئيسية اخرى في طرابلس تدعى "الردع"، وذلك بسبب تعرض هذه المليشيا الى هجوم من قبل اجهزة امنية تابعة للسلطة داخل طرابلس تأتمر  بأمر عبد الحميد دبيبة.

توقفت هذه الحشود عن الرماية العشوائية على المدنيين وممتلكاتهم، داخل العاصمة إثرا التوصل الى هدنة بين السلطة والاجهزة التابعة لها و مليشيا "الردع".

كيف وقع الاغتيال:

اجتماع بينه وبين كتائب مصراته في قاعدة عسكرية اسمها التكبالي، لمحاولة الوصول لحل ومنهم اللواء 444 و قائدها محمود حمزة. 
بعد خلاف نشب بين السلطة برئسة عبد الحميد دبيبة وعبد الغني الككلي، وذلك بسبب صراع النفوذ.
حيث قام "الككلي" بعمل متهور عبر اقتحام شركة القابضة الليبية للاتصلات في النوفليين، و اختطاف رئيسها يوسف ابو زويدة.
على اثر ذلك الاجتماع تم التخطيط لقتل عبد الغني الككلي فور وصله الى الاجتماع وهذا ما حدث بالفعل.



المستقبل المنتظر للعاصمة الليبية طرابلس مظلم، حيث لا يزال الوضع محتقن رغم اعلان الهدنة.
نتمنى الهدوء والاستقرار داخل عاصمتنا الحبيبة طرابلس.




تعليقات

المزيد من المشاركات

أهم ما يجب ان تعرفه عن عداد الدفع المسبق الكهرباء دولة ليبيا

مطار طرابلس الدولي دولة ليبيا

استعلامات مشروع منحة الزوجة والابناء

الساسة الليبيون والفساد ارتباط ممتد لا يتوقف